"ميتا" ترصد 10 مليارات دولار للاستثمار بشركة ذكاء اصطناعي -- Jun 08 , 2025 4
المصدر:بلومبرغ
تجري شركة "ميتا بلاتفورمز" محادثات بشأن استثمار بمليارات الدولارات في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "سكيل إيه آي" (Scale AI)، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وبحسب هؤلاء الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لخصوصية المعلومات، قد تتجاوز قيمة هذا التمويل 10 مليارات دولار، مما سيجعلها إحدى أضخم صفقات تمويل الشركات الخاصة على الإطلاق. مشيرين إلى أن شروط الصفقة لم تُحسم بعد وقد تخضع لتغييرات.
لم يردّ ممثل عن "سكيل إيه آي" على طلبات التعليق على الفور. كما امتنعت "ميتا" عن التعليق.
تُقدّم "سكيل إيه آي"، التي تشمل قائمة عملائها شركتي "مايكروسوفت" و"أوبن إيه آي" (OpenAI)، خدمات تصنيف البيانات لمساعدة الشركات على تدريب نماذج التعلم الآلي، وأصبحت الشركة من أبرز المستفيدين من الطفرة التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث قُدّرت قيمة الشركة بنحو 14 مليار دولار في عام 2024 خلال جولة تمويل شملت دعماً من "ميتا" و"مايكروسوفت". وكانت "بلومبرغ" أفادت في وقت سابق من هذا العام أن "سكيل" كانت تجري محادثات بشأن عرض شراء أسهم قد يرفع تقييمها إلى 25 مليار دولار.
صفقة نادرة
إذا اكتملت الصفقة، فستمثل أكبر استثمار خارجي لـ"ميتا" في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي خطوة نادرة من جانب الشركة. إذ لطالما اعتمدت عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي حتى الآن على الأبحاث الداخلية واستراتيجية تطوير أكثر انفتاحاً لتعزيز تقنياتها في الذكاء الاصطناعي. في المقابل، ضخّ نظراؤها من عمالقة التكنولوجيا استثمارات ضخمة؛ إذ استثمرت "مايكروسوفت" أكثر من 13 مليار دولار في "أوبن إيه آي".
جزء من استثمارات تلك الشركات جاء من خلال أرصدة لاستخدام مواردها الحاسوبية. لا تمتلك شركة "ميتا" نشاطاً في مجال الحوسبة السحابية، ومن غير الواضح حتى الآن ما الشكل الذي ستتخذه استثمارات "ميتا".
وجعل الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى للشركة، حيث أعلن في يناير أن "ميتا" ستنفق ما يصل إلى 65 مليار دولار على مشاريع ذات صلة هذا العام.
وتشمل جهود الشركة السعي لجعل "لاما" (Llama) معياراً لروبوتات الدردشة المعززة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. وهو متاح بالفعل على منصات "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، ويُستخدم من قِبل مليار عميل شهرياً.
من هي "سكيل"؟
تشهد شركة "سكيل"، التي أسّسها الرئيس التنفيذي ألكسندر وانغ عام 2016، نمواً سريعاً؛ إذ حققت الشركة الناشئة إيرادات بلغت 870 مليون دولار العام الماضي، ومن المتوقع أن تتضاعف مبيعاتها إلى أكثر من ملياري دولار في 2025، وفقاً لتقارير سابقة لوكالة بلومبرغ.
وتؤدي "سكيل" دوراً محورياً في توفير بيانات الذكاء الاصطناعي للشركات، إذ إن فعالية الأنظمة تعتمد إلى حد كبير على جودة البيانات المُستخدمة في تدريبها. ولهذا الغرض، تعتمد "سكيل" على عدد كبير من المتعاقدين لتنظيف وتصنيف الصور والنصوص والبيانات الأخرى، بحيث يمكن استخدامها لاحقاً في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
كما تشترك "سكيل" و"ميتا" في الاهتمام بتكنولوجيا الدفاع. ففي الأسبوع الماضي، أعلنت "ميتا" عن شراكة جديدة مع شركة المقاولات الدفاعية "أندريل إندستريز" (Anduril Industries) لتطوير منتجات لصالح الجيش الأميركي، بما في ذلك خوذة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تجمع بين ميزات الواقع الافتراضي والمعزز. كما منحت "ميتا" موافقتها للوكالات الحكومية الأميركية ومقاولي الدفاع لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وتتعاون الشركتان بالفعل في برنامج يُدعى "ديفينس لاما" (Defense Llama)، وهو نسخة من نموذج اللغة الكبير "لاما" التابع لـ"ميتا" مصممة للاستخدامات العسكرية.
وعززت "سكيل" في الآونة الأخيرة تعاونها مع الحكومة الأميركية في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي للأغراض الدفاعية. وكانت الشركة الناشئة أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن فوزها بعقد مع وزارة الدفاع الأميركية للعمل على تطوير تكنولوجيا الوكلاء المعتمدين على الذكاء الاصطناعي، ووصفت العقد بأنه "محطة بارزة في مسيرة التقدم العسكري".